تقوى الله تعالى فضائل وثمرات
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ﷺ إياك أن تظن أن تقوى الله تعالى شعار يُرفع أو دعوى تُدّعى تقوى الله تعالى إخلاصٌ وورعٌ وسبيلٌ مُتّبعٌ ونهجٌ واضحٌ وعلمٌ نافعٌ وعملٌ صالحٌ فبها تُستر العيوب وبها تُغفر الذنوب وبها تنصلح القلوب وتحيا بها البلاد كما تحيا الأرض بعد الممات فهي غيث السماء وهي وصيّة الأصفياء وهي حبل الله المدود وصراطه المعهود فلا يفوز بالدرجات العلى من الجنّة إلا من كان من أهلها وقد أتى بحدودها وشروطها فلتقوى الله تعالى أصول ومعالم ومدارج ومنازل فأصحابها هم أهل السعادة في الدارين وفضائلها قد ربَت على المِئين فبالتقوى تُدرك الآمال وأهل التقوى حقا هم الكُمّل من الرجال {رِجَالࣱ لَّا تُلۡهِیهِمۡ تِجَـٰرَةࣱ وَلَا بَیۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِیتَاۤءِ ٱلزَّكَوٰةِ یَخَافُونَ یَوۡمࣰا تَتَقَلَّبُ فِیهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَـٰرُ } [سُورَةُ النُّورِ: ٣٧] فهم أهل العزّة من الله والتمكين والانتصار في الدنيا والفوز في الآخرة وهم أحقّ الناس بلزوم كلمة التقوى في كل زمان ومكان وهم أولياء الله تعالى يوم القيامة ملوك على الأسرة في الجنان ...