ارحموا الأبرياء
ارحموا الأبرياء فإن قَتلَ الأبرياء والاستهانة بدِمَائهم في هذه الأيام صار ديْدن أهل الشرور جميعا وإن كان من أهل الكُفْرِ و النّفاق من أعداء الإسلام من يرمي الإسلام أنه انتشر بحد السيف كِناية عن قَتلِ الأبرياء فإن حقيقة التعدّي وقَتلِ الأبرياء ما فعلها إلا أهل الكُفر والنّفاق فالكُفرِ هو قَاتِلُ الأبرياءِ حقيقة فإن الكَافِر بالله ورسله لا تستريح نفسه ولا يهدأ باله إلا بنوال ما يشتهي في الدنيا من منصب أو مال أو جاه أو شهوة أو متاع ولو عارضه أحد من أصحاب هذه الأمور ومن هم أهل حقّها فإن الكَافِر لاستعار الحرص في قلبه وتمكّن نيران الشح من نفسه لا يجد غضاضة في إهدار حياة من عارضه في مأربه أو واجهه في مقصده لذا تجد أغلب أهل الكُفرِ والإلحاد في قلوبهم نيران متّقدة على كل من حولهم وإن تظاهروا بخلاف ذلك قال شيخ الإسلام رحمه الله: فإنّ للكُفرِ والمعاصي من الآلام العاجلة الدائمة ما الله به عليم!! ولهذا تجد غالب هؤلاء لا يُطيِّبون عيشَهم إلا بما يُزيل عقولهم، ويُلهي قلوبهم من تناول مسكرٍ، أو رؤية مُلهٍ، أو سماعٍ مُطربٍ [اقتضاء الصراط]. فإن تمكّن ...