المُلثَم والمَوْلِد .. !
من أكبر ما يعزّ على النفس أن ترى الكثير من أبناء الأمّة ومن إخوانك يُسقوْن الوهم كلّ يوم فيُساقون به إلى الضلالة سَوْقًا كانت الأمّة على الجادة في زمان النبي ﷺ فأعزها الله تعالى وأعز قادتها من صحابته الكرام -رضوان الله عليهم- حتى دانت لهم البلاد والعباد في سنوات معدودات ومع انقضاء سنوات النبوة ومع البُعد عن مِشكاتها بدأت تظهر البدع في الناس وقد سبقها حالتان هما المدخل الأكبر والأخطر ومازالا لكل بدعة أو مُحدثة في دين الله تعالى إلى يوم الناس هذا - حالة التقصير في الدين - وحالة العجز عن بعض فروضه وأول ما ينشأ التقصير قد يكون من الصالحين عجزا اقتضاه الواقع وضرورة تطلّبتها الفتوحات الإسلامية حينها ودعوة أمم الأرض وتعليمهم فتفرّق الصحابة في البلدان بعدما كانوا مُجتمعين في المدينة وكان من قول النبي ﷺ في الحديث: «تُفتح ... (فذكر اليمن والشام والعراق)، فيأتي قوم يُبِسُّونَ، فيتحمّلون بأهلهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون،» وهذا على النصح والإرشاد كما هو ظاهر وما فيه من تغليب مصلحة الأمّة في حفظ رأس مالها من الاجتما...