المُلثَم والمَوْلِد .. !

 


من أكبر ما يعزّ على النفس  

أن ترى الكثير من أبناء الأمّة ومن إخوانك يُسقوْن الوهم كلّ يوم 

فيُساقون به إلى الضلالة سَوْقًا 


كانت الأمّة على الجادة في زمان النبي ﷺ فأعزها الله تعالى وأعز قادتها من صحابته الكرام -رضوان الله عليهم- حتى دانت لهم البلاد والعباد في سنوات معدودات 


ومع انقضاء سنوات النبوة ومع البُعد عن مِشكاتها بدأت تظهر البدع في الناس وقد سبقها حالتان هما المدخل الأكبر والأخطر ومازالا

لكل بدعة أو مُحدثة في دين الله تعالى إلى يوم الناس هذا

- حالة التقصير في الدين 

- وحالة العجز عن بعض فروضه 


وأول ما ينشأ التقصير قد يكون من الصالحين عجزا اقتضاه الواقع وضرورة تطلّبتها الفتوحات الإسلامية حينها ودعوة أمم الأرض وتعليمهم

فتفرّق الصحابة في البلدان بعدما كانوا مُجتمعين 

في المدينة 

وكان من قول النبي ﷺ في الحديث: «تُفتح ... (فذكر اليمن والشام والعراق)، فيأتي قوم يُبِسُّونَ، فيتحمّلون بأهلهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون،»

وهذا على النصح والإرشاد كما هو ظاهر وما فيه من تغليب مصلحة الأمّة في حفظ رأس مالها 

من الاجتماع والدين عن المسارعة في دخول المزيد من الشعوب في الإسلام وهداية بقيّة أمم الأرض 


ولمّا وقع ما وقع نتيجة هذا بين بعض الصحابة من فتنة والتي كان لابد من وقوعها 

لِمَا سبقها من انتشار وفرقة أبدان ودخول أمم لم تُربّى على الإسلام الأول بعد 

لم يكن على الرغم من ذلك لتلك الفتنة أيّ أثرٍ في تبديل شيءٍ من دين الناس حينها أو منهجهم بقدر ما أثّرت في دنياهم واختلاف أنظمة حكمهم وجَمَاعَتِهم 


فكان هذا قدرا مَقدورا، وواقعا مُحتّما 

ولكن تبع (فُرقَة الأبدان) -التي تحتّمت لفتح البلدان الإسلامية- فُرقة هي الأخطر والأشد 

وهي (فُرقَة الدين) على يدي من ظهر من رؤوس أهل البدع في آخر حياة بعض كبار الصحابة -رضوان الله عليهم- كابن سبأ اليَهُودِيّ ودعوته وكالقدرية -معبد الجُهنيّ بالبصرة- وكالخوارج ورؤوسهم في بلاد الشام، 


‏📌ولمّا وجد الناس تبدّلا وتغييرا في دينهم وقوّته، دبّت إليهم موجات التصوّف والتزهّد 

رغبة ورجاء منهم واجتهادا حينها في تعويض ما فاتهم من مقامات الدين العليّة في عصر الصحابة 

-رضوان الله عليهم- وعصر النبوّة .. فكانوا في الغالب على السنّة 

حتى وقع من بعضهم ما وقع من شطحات ناتجة عن: 

● تقديم الآراء والأذواق في أمر العبادة على السنّة والشرع 

● وما واقعه الناس بعد عصر النبي ﷺ وكبار الصحابة -رضي الله عنهم- من تقصير وتفريط وانفتاح دنيا لم يكن قبل كائنا أنساهم حظّا ممّا ذُكِّروا به 

فتوسعوا حينها في اعتماد الرأي في العبادة بعدما كانت فريضة مُحكمة وسنّة مُتّبعة لا يُحاد عنها فظهرت الصوفيّة ببدعهم وشطحاتهم وتبعها في القرن الرابع الهجري موالدهم وحضراتهم !!


‏📌ولمّا انشغلت الأمّة في سياستها وجِهَادِها -رغما عنها وعجزا قدريّا- بإصلاح ما نتج عن فتنة بين بعض صالحي قادتها انقضّ من يُريد أن يسدّ فراغ هذا العجز برأيه واجتهاده بعيدا عن هداية الشرع 

فكان خروج الخوارج !

ومن عجيب الموافقات،

أنّ من اجتهدوا في العبادة بالرأي أولا هم أنفسهم من اجتهدوا في السياسة والقيادة والخروج بالفعل آخرا !

وممّا يدلّ على هذا 

أثر ابن مسعود ..في الحِلَقِ الذين جلسوا للذكر بطريقة مُحدثة فسمّاهم ابن مسعود -رضي الله عنه-: مُفتتِحوا باب ضلالة ..

«قالوا: والله يا أبا عبدَ الرَّحمنِ ما أردْنا إلا الخيرَ قال: وكم من مُريدٍ للخيرِ لن يُصيبَه إنَّ رسولَ اللهِ ﷺ حدَّثنا أنَّ قومًا يقرؤون القرآنَ لا يجاوزُ تراقيهم يمرُقونَ من الإسلامِ كما يمرُقُ السَّهمُ منَ الرَّميّةِ وأيمُ اللهِ ما أدري لعلَّ أكثرَهم منكم ثم تولى عنهم، فقال عمرو بنُ سلَمةَ: فرأينا عامَّةَ أولئك الحِلَقِ يُطاعِنونا يومَ النَّهروانِ مع الخوارجِ» 

انظر الأثر في التعليقات بتمامه ⏬


بل ومن الموافقات كذلك 

أنّ (الخوارج) الذين خرجوا على حين فُرقَةٍ من المؤمنين أولا سيخرج تماما مثلهم (الدجّال) 

في الأمّة في جيش الخوارج أنفسهم ولكن في آخر الزمان على حين فُرقَةٍ من الأمّة كذلك آخرا،


فهو طريق واحد وأصل عام 

⏪ إمّا أن تنقاد لأمر الله ورسوله ﷺ في كل أحوالك 

﴿ٱتبعوا ما أنزل إلیكم من ربكم ولا تتبعوا من دونهۦ أولیاء قلیلا ما تذكرون﴾ [الأعراف ٣]

وكما في الحديث: «وإيّاكم ومُحدثات الأمور، فإنّ كلّ مُحدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النّارِ.»

وكما في الأثر أنّ عبد الله بن المبارك قال: "إذا جاءك الحديث عن رسول الله ﷺ فاخضع له"


⏪ وإمّا أن تُقدِّم هواك وعاطفتك وعقلك ورأيك 

فيضيع دينك بين 

❒ من يُقدّم عاطفته وذوقه وما يهوى عند تعويض التقصير في الدين بالعبادة والطاعة والتوبة والاستقامة 

فيُفتيك برأيه وذوقه وحدسه في كل هذا تاركا هدي القرآن والسنّة بفهم السلف وراءه ظِهْرِيِا، فيُخرجك للأمّة 

مريدا على حد زعمهم لدى شيخه 

كالميّت بين يدي مُغسّله، وهو غلوّ في (الولاء) يُوصل صاحبه إلى الشرك بالصالحين، والعكوف على قبورهم، ودعائهم من دون الله تعالى ! 


❒ وبين من يُقدّم عاطفته وذوقه كذلك، بل وهواه

وشهوة غضبه وسخطه ولكن عند تعويض ما عجزت عنه الأمّة من نصرة وجِهَادٍ صحيح لعدوّها ناتجا عن ضعفها المادي والديني وشتات جَمَاعتِها 

وفُرقَتها التي تسبّبت عنها في المقام الأول والديني منها خاصة = أفكار تلك الفِرق كلها ! 

والتي أمر النبي ﷺ باعتزالها كآفة فيُعوّض لك هذا العجز كلّه كذلك باجتهاده برأيه البعيد عن الشرع والمُقدّم له ولعقله على الكتاب والسنّة والاستهداء بهما في دفع ما يرى من ذلّة وضعف وهوان مُتلبّس بالأمة،

فيجعلك حزبيّا خارجيّا على مجتمعك وأمّتك لا يرى الصلاح إلا فيمن تبع آراء جماعته وأفكار قادتها،

وهو غلوّ كذلك ولكن هذه المرّة في (البراء)، يُوصلك إلى أن تكون ضالا في عقيدتك بتكفير جمهور الأمّة ممّن لم يُتابع جَمَاعَتك !


ومن استقام له (الولاء والبراء) في هذين المسألتين فقد استقام دينه 


وأنا أتحدى من يأت بدليلٍ شرعيٌ واحدٍ على 

جواز إبادة وتهجير أمّة لا يقلّ جمهورها عن مليوني مسلم لأجل ما يُدعى جِهَادًا أو (مُقاوَمَةً) - عندهم في مسمّاها الحزبيّ العصراني المُضلّل - !

فقل لي بربّك كم بلدة أبيدت في جِهَادِ الصحابة أنفسهم ؟! 

كم شعب تم تهجيره في جِهَادِ النبي ﷺ وصحابته ؟! 

كم امرأة قتلت وكم طفل تم دهسه والفتك به ؟!!


♦️ نحن عندنا يقينيّات شرعيّة : 

1⃣ أنّه لن يقوم للأمّة عزّ ، أو يُرفع لها شأن، وتتحقق لها نصرة على أعدائها إلا بالقيام بالدين كما أُنزِل على النبي ﷺ والرجوع إليه،


2⃣ يستحيل يقينا أن تقوم جَمَاعَة أو حزب من الأمة بما عجزت عنه الأمة من جِهَاد أو نصرة 

وهذا ليس رأيا بل يقينا شرعيّا دلّت عليها الأدلة ولكنّنا في غفلة كبيرة عنه

النبي ﷺ هو القائل: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والمغنم .. ! ومعناها كما قال البخاري 

ومن قبله الإمام أحمد -رحمهما الله تعالى- هو بقاء الجِهَادُ في الأمة إلى يوم الدين !

- وإن ضعف في أحيان من تاريخ الأمة - لا يمنعه جور الحكام أو ظلمهم 

قال البخاري في صحيحه : باب الجِهَادُ ماضٍ مع البر والفاجر لقول النبي ﷺ: الخيل معقودٌ في نواصيها الخيرُ إلى يوم القيامة 

قال الحافظ : سبقه إلى الاستدلال بهذا الإمام أحمد لأنه ﷺ ذكر بقاء الخير في نواصي الخيل إلى يوم القيامة وفسره بالأجر والمغنم , والمغنم المقترن بالأجر إنما يكون من الخيل بالجِهَادِ , ولم يُقيّد ذلك بما إذا كان الإمام عادلا , فدلّ على أن لا فرق في حصول هذا الفضل بين أن يكون الغزوّ مع الإمام العادل والجائر. انتهى


ثم النبي ﷺ يقول: «الزم جماعة المسلمين وإمامهم» !

ويقول: «فاعتزل تلك الفرق كلّها ولو أن تعضّ بأصل شجرة حتى يُدركك الموت وأنت على ذلك» !

فدلّ على أنّه لن يقوم للأمة جِهَادٌ حقيقي ينفع الأمة ولا يضرّها، يُعزّها ولا يُنفّذ فيها مُخطّطات أعدائها 

إلا خلف ولاتها المُمكّنين الذين سمّاهم النبي ﷺ "جَمَاعَة المسلمين وإمامهم" وهذا وصف لغوي عام يستحيل أن يتعدّد أو يُقصر على حزبٍ أو جَمَاعةٍ مُنزوية عن جمهور الأمّة في أي قطر من أقطار الإسلام ! 

وإلا لكان مُحرّفه إمّا مُكفّرا للمسلمين أو مُفارقا لدينهم مُلحدا 

فإن ثبتَ هذا علِمتَ أنّ ما يقع إنّما مسمّاه الشرعي هو = جِهَادُ ضِرارٍ .. 

و(مُقاوَمَةُ) ضِرار .. نتائجها المرّة كلّها إنّما هي في صالح ما رسم عدوّك وخطط !


3⃣ هذه الفِرقُ والجَمَاعَاتُ هم أول المَعنيّون بحديث النبي ﷺ عن ربّ العزّة سبحانه: «ولا أسلط عليهم عدوّا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها حتى يكون بعضهم يُهلك بعضا وبعضهم يَقتُلُ بعضا وبعضهم يَسبي بعضا ..»

وقد رأينا قريبا كيف تم اغتِيَال عددٍ من قادة تلك الأحزَاب عبر الخيانات المُتجزّرة في بنيتهم الحزبيّة ! 

بل وكيف شاركت تلك الأحزَاب بطريقة مُباشرة في دِمَاء الآلاف من شعوبها، وما شرِعَ الجِهَادُ لحِزبٍ في الإسلام أبدا 

فجِهَادُ الأحزاب باطلٌ، ومُقَاوَمَتِهم عِمالة .. 

فلا جِهَادٌ بغير جَمَاعَةِ المسلمين وهو مجموعهم في دولتهم 

قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-:

" إِنَّهُ لَا إِسْلَامَ إِلَّا بِجَمَاعَةٍ، وَلَا جَمَاعَةَ إِلَّا بِإِمَارَةٍ، وَلَا إِمَارَةَ إِلَّا بِطَاعَةٍ، " سنن الدارمي 


4⃣ هذه الفرق والأحزاب جميعا ما هي إلا دهاليز للدجّال في الأمّة وأبوابٌ خلفيّة مُشرعة للإلحاد والنفاق 

وذلك لأدلّة :

❍ برّأ الله تعالى في القرآن نبيه ﷺ من الفِرق والشيَع جميعا 

❍ وصف الله تعالى فُرقَتهم بعد الإسلام وذمّها بما ذمّ به فُرقَة أهل الكتابين السابقين .. 

❍ سمّاها النبي ﷺ: "دعوى الجاهلية" ووصفها بالنتن .. دَعوها فإنَّها مُنْتِنَةٌ .. 

❍ وصف قادتها ب"الأئمة المُضلّين" و ب"دعاةٌ على أبواب جهنّم" وهم المُحذّر من فِعالهم في القرآن بوصف {إنّ كثیرا من ٱلأحبار وٱلرهبان} = عبّاد السوء وعلماء السوء.  


❍ حذّر النبي ﷺ من اتباعهم الأمّتين السابقتين من يَهُودٍ ونصارى : «لَتَتْبَعنَّ سَنَنَ مَن كانَ قَبلَكُمْ،»

★و"النصارى" هم من وقع منهم الغلوّ في العبادة بما لم يأذن به الله تعالى من دين وشرع .. ورهبانیة ٱبتدعوها .. 

★و"اليَهُودُ" هم من وقع منهم في القرآن الغلوّ في الجِهَادِ وفساد النيّة بالفتنة عنده في الحكم 

والسلطة والمنازعة عليها، كما قص الله تعالى علينا في أطول سور القرآن "سورة البقرة"  من "قصة طالوت وجالوت" 

وما تقدّم به داود ﷺ من جِهَادٍ شرعيّ صحيح حتى قَتَلَ "جالوت" تحت قيادة "طالوت" والذي كان من 

"سِبط بنيامين" وهم غير أولى الملك والسلطة فيهم (رجل عادي يعني) وكل هذا بعدما انفضّت عن قائدهم طالوت الكثرة الدّعيّة منهم بفتنة الشرب من النهر ..

وهو ما يُشبه ما سيقع مع المسلمين في آخر الزمان في موقعتهم الشهيرة مع الروم فيفرّ ثلث، لا يتوب الله عليهم أبدا ... 

فنازع اليَهُودُ طالوت في ملكه {قالوا أنىٰ یكون له ٱلملك علینا ونحن أحق بٱلملك منه}

كما خاصموا بعد داود ﷺ في مملكته

ونسله صراعا منهم على الملك والحكم فيهم حتى كفروا بالمسيح ﷺ الذي من نسل داود ﷺ 

لمّا أنذرهم بنزع الملكوت منهم وطعنوا في عرض أمّه كما طعنوا في عرض داود من قبل 

قال تعالى: ﴿لُعِن ٱلذین كفروا من بنی إسْرَ ٰءیل علىٰ لسان داوۥد وعیسى ٱبن مریم ذ ٰ⁠لك بما عصوا وكانوا یعتدون﴾ [المائدة ٧٨]


❍ أول ظهور الدجّال في عِراضهم وجيشهم 

بمعنى أنّه سيكون للفِرَق والخوارج دولة وجيوشا في آخر الزمان !

تنازع الأمة وتقاتلها ! 

❍ يدعو إلى حقّ كما هو حال أغلب تلك الأحزَاب في ظاهرها -ومع فرقتها- فيتّبع الناس الدجّال على هذه الدعوى الخدّاعة حتى يظهر منه ما يظهر من الضلالات الكبرى والكفريات العظمى !


❍ النبي ﷺ سمّى الخوارج والثوّار على عثمان "منافقين" ولم يكن لهم وصف يجمعهم ولا سِمة تعبّر عنهم غير الثورة والخروج ممّا يدلّ على أنّها من فعال المنافقين في الأمة كما أقر النبي ﷺ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على وصفه ذا الخويصرة بالمنافق،

❍ النبي وصفهم: ب"قلوب الشيطان في جثمان إنس" ممّا يدلّ على خلاف ظاهرهم لباطنهم وهو من صفات الخيانة والنفاق،


❍ النبي ﷺ جمع بين اليَهُودِ والدجّال وبين الدجّال والخوارج ممّا يدلّ على توافق مصالحهم جميعا في آخر الزمان على عداوة الأمّة ودينها وما تبقّى من دولها،


❍ كان لخروج "الخوارج" وغلوّهم في "البراء" حتى كفّروا الصحابة واستحلّوا منهم الأموال والدمَاء أكبر الأثر في ظهور "الرّوَافض" بعد وغلوّهم في "الولاء" 

حتى ازدروا النبوّة لأجل الإمامة، ونبذوا قواعد الملّة لأجل إثبات الوصيّة والمحبّة زعموا في آل البيت، 

فمنهم من وصل بغلوّه إلى الشرك بالله تعالى في آل البيت وفي نسلهم، لذا ترى الكثير من المتصوّفة 

ينخدعون فيهم ويُناصرونهم على ضلالهم، لاشتراكهم معهم في أصل الغلوّ في الصالحين،

ومنهم من ظاهر بالإلحاد في دين الله تعالى كالقرامطة سابقا والاثنى عشرية لاحقا،  

فقابل غلوّ "الخوارج" في "البراء" = غلوّ "الرّوَافض" في "الولاء"


❍ كلاهما جميعا يتّبع عند احتجاجه بالقرآن - إن احتجّ به - المُتشابه من القرآن ويزدري المُحكم

من نصوص الشرع، وتلك سِمَتهم التي وَسمَهم الله بها 

فقال تعالى: ﴿هو ٱلذی أنزل علیك ٱلكتـٰب منه ءایـٰت محكمـٰت هن أم ٱلكتـٰب وأخر متشـٰبهـٰت فأما ٱلذین فی قلوبهم زیْغ فیتبعون ما تشـٰبه منه ٱبتغاء ٱلفتنة وٱبتغاء تأویلهۦ وما یعلم تأویلهۥ إلا ٱلله وٱلر ٰ⁠سخون فی ٱلعلم یقولون ءامنا بهۦ كل من عند ربنا وما یذكر إلا أولوا ٱلألبـٰب﴾ [آل عمران ٧]

فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: 

تلا رسول الله ﷺ هذه الآية ﴿هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات﴾ -إلى قوله ﴿أولو الألباب﴾ قالت: قال رسول الله ﷺ: 

" فإذا رأيتم الذين يتّبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمّى الله فاحذروهم " متفق عليه


قال البغوي -رحمه الله-: ﴿فأمّا الذين في قلوبهم زيْغ﴾ أي ميل عن الحق وقيل شكّ ﴿فيتّبعون ما تشابه منه﴾ 

واختلفوا في المَعنيّ بهذه الآية. قال الربيع: هم وفد نجران خاصموا النبي ﷺ في عيسى -عليه السلام-، وقالوا له: ألست تزعم أنّه كلمة الله وروح منه؟ قال: "بلى" قالوا: حسبنا، فأنزل الله هذه الآية.

وقال الْكَلْبِيُّ: هم الْيَهُوُدُ طلبوا علم أجل هذه الأمّة واستخراجها بحساب الجمل. 

وقال ابن جُرَيج: هم المُنافقون. 

وقال الحسن: هم الخوارج، 

وكان قتادة إذا قرأ هذه الآية: ﴿فأما الذين في قلوبهم زيْغ﴾ قال: إن لم يكونوا الحروريّة والسبأيّة فلا أدري من هم، 

وقيل: هم جميع المبتدعة. اه

و"الحرورية": هم الخوارج

و"السبأيّة": هم الرّوَافِض.

ــــــــــــــــــــ

#_مقال_اليوم_م

#_صحح_مفاهيمكـ_2 .

#سنواتٌ_خدّاعات



تعليقات

  1. - عن عمرو بنِ سلَمةَ الهمْدانيِّ قال كنا نجلسُ على بابِ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قَبل صلاةِ الغداةِ فإذا خرج مَشينا معه إلى المسجدِ فجاءنا أبو موسى الأشعريُّ فقال أخَرَجَ إليكم أبو عبد الرحمنِ بعدُ قلنا لا فجلس معنا حتى خرج فلما خرج قُمْنا إليه جميعًا فقال له أبو موسى يا أبا عبد الرَّحمنِ إني رأيتُ في المسجدِ آنفًا أمرًا أنكرتُه ولم أرَ والحمدُ للهِ إلا خيرًا قال فما هو فقال إن عشتَ فستراه قال رأيتُ في المسجدِ قومًا حِلَقًا جلوسًا ينتظرون الصلاةَ في كلِّ حلْقةٍ رجلٌ وفي أيديهم حصًى فيقول كَبِّرُوا مئةً فيُكبِّرونَ مئةً فيقول هلِّلُوا مئةً فيُهلِّلون مئةً ويقول سبِّحوا مئةً فيُسبِّحون مئةً قال فماذا قلتَ لهم قال ما قلتُ لهم شيئًا انتظارَ رأيِك قال أفلا أمرتَهم أن يعُدُّوا سيئاتِهم وضمنتَ لهم أن لا يضيعَ من حسناتهم شيءٌ ثم مضى ومضَينا معه حتى أتى حلقةً من تلك الحلقِ فوقف عليهم فقال ما هذا الذي أراكم تصنعون قالوا يا أبا عبدَ الرَّحمنِ حصًى نعُدُّ به التكبيرَ والتهليلَ والتَّسبيحَ قال فعُدُّوا سيئاتِكم فأنا ضامنٌ أن لا يضيعَ من حسناتكم شيءٌ ويحكم يا أمَّةَ محمدٍ ما أسرعَ هلَكَتِكم هؤلاءِ صحابةُ نبيِّكم ﷺ مُتوافرون وهذه ثيابُه لم تَبلَ وآنيتُه لم تُكسَرْ والذي نفسي بيده إنكم لعلى مِلَّةٍ هي أهدى من ملةِ محمدٍ أو مُفتتِحو بابَ ضلالةٍ قالوا والله يا أبا عبدَ الرَّحمنِ ما أردْنا إلا الخيرَ قال وكم من مُريدٍ للخيرِ لن يُصيبَه إنَّ رسولَ اللهِ ﷺ حدَّثنا أنَّ قومًا يقرؤون القرآنَ لا يجاوزُ تراقيهم يمرُقونَ من الإسلامِ كما يمرُقُ السَّهمُ منَ الرَّميّةِ وأيمُ اللهِ ما أدري لعلَّ أكثرَهم منكم ثم تولى عنهم فقال عمرو بنُ سلَمةَ فرأينا عامَّةَ أولئك الحِلَقِ يُطاعِنونا يومَ النَّهروانِ مع الخوارجِ

    الراوي: عبدالله بن مسعود • الألباني، السلسلة الصحيحة (٥/١١) • إسناده صحيح • أخرجه الدارمي (٢١٠)، وبحشل في ((تاريخ واسط)) (١٩٨) واللفظ لهما.



    ــــــ

    ردحذف
  2. فائدة

    لأنه كان في بني إسرائيل سبطان: سبط نبوة وسبط مملكة، فكان سبط النبوة سبط لاوي بن يعقوب ومنه كان موسى وهارون وسبط المملكة سبط يهوذا بن يعقوب ومنه كان داود وسليمان ولم يكن طالوت من أحدهما إنما كان من سبط بنيامين بن يعقوب وكانوا عملوا ذنبا عظيما، كانوا ينكحون النساء على ظهر الطريق نهارا فغضب الله تعالى عليهم ونزع الملك والنبوة عنهم وكانوا يسمونه سبط الإثم، فلما قال لهم نبيهم ذلك أنكروا عليه لأنه لم يكن من سبط المملكة ومع ذلك قالوا هو فقير ﴿ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه﴾ اختاره ﴿عليكم وزاده بسطة﴾ فضيلة وسعة ﴿في العلم والجسم﴾

    تفسير البغوي



    ــــ

    ردحذف
  3. فائدة

    قوله تعالى ﴿والراسخون في العلم﴾ أي الداخلون في العلم هم الذين أتقنوا علمهم بحيث لا يدخل في معرفتهم شك، وأصله من رسوخ الشيء في الشيء وهو ثبوته يقال: رسخ الإيمان في قلب فلان يرسخ رسخا ورسوخا وقيل: الراسخون في العلم علماء مؤمني أهل الكتاب مثل عبد الله بن سلام وأصحابه دليله قوله تعالى ﴿ لكن الراسخون في العلم منهم ﴾ (١٦٢ -النساء) يعني المدارسين علم التوراة

    وسئل مالك بن أنس رضي الله عنه عن الراسخين في العلم قال: العالم العامل بما علم المتبع له

    وقيل: الراسخ في العلم من وجد في علمه أربعة أشياء: التقوى بينه وبين الله، والتواضع بينه وبين الخلق، والزهد بينه وبين الدنيا، والمجاهدة بينه وبين نفسه.

    وقال ابن عباس رضي الله عنهما ومُجَاهِد والسدّي: بقولهم آمنا به سمّاهم الله تعالى راسخين في العلم، فرسوخهم في العلم قولهم: آمنا به،



    ــــــ

    ردحذف
  4. فائدة

    السمعاني (٤٨٩ هـ)

    ﴿ٱتبعوا ما أنزل إلیكم من ربكم ولا تتبعوا من دونهۦ أولیاء قلیلا ما تذكرون﴾ [الأعراف ٣]

    قوله تعالى: ﴿اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم﴾ يعني: القرآن، وقيل: القرآن والسنة لأمر الله تعالى لأن الله تعالى يقول: ﴿وما أتاكم الرسول فخذوه﴾ فالسنة وإن لم تكن (مُنزّلة) ، فهي كالمُنزّلة بحكم تلك الآية، قال الحسن في هذه الآية: يا ابن آدم، أُمِرت باتّباع القرآن، فما من آية إلا وعليك أن تعلم فيما نزلت، وماذا أرِيدَ بها، حتى تتبعه، وتعمل به.

    ﴿ولا تتبعوا من دونه أولياء﴾ يعني: من عاند الحق، وخالفه، فلا تتبعوه.



    اتبعوا -أيها الناس- ما أُنزل إليكم من ربكم من الكتاب والسنة بامتثال الأوامر واجتناب النواهي، ولا تتبعوا من دون الله أولياء كالشياطين والأحبار والرهبان. إنكم قليلًا ما تتعظون وتعتبرون، فترجعون إلى الحق.

    التفسير الميسر



    مصدره ⏬

    وقوله تعالى "أولياء"؛ يريد كل ما عبد واتبع من دون الله تعالى ؛ كالأصنام؛ والأحبار؛ والكهان؛ والنار؛ والكواكب؛ وغير ذلك؛

    تفسير ابن عطية



    ﴿ولا تتبعوا من دونه أولياء﴾

    ولا تتخذوا من عَدَلَ عن دين الله وليّا. وكلّ من رضي مذهبا فأهل ذلك المذهب أولياؤه،

    القرطبي

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المداخلة منظمة دولية!!

مصطفى العدوي إلى أين..!!